ابحثُ عن أُنثىً وُلِدَة من أجلي
لاتطلُبُ إلا " ودي " قبل وِدادِ ابيها
تتعطرُ من رائحةُ " كُفوفي "
تتفاخَرُ في " معرفتي "
تنسى من " أجلي " كُلُ ذويها
لا تعرِفُ إلا " إسمي "
تجهلُ حتى إسمُ أخيها
تعرفُ " عطري "
تعرِفُ " آثارُ حِذائي ...!! "
" ترسُمُني " لوحةُ عشقٍ عُذريٍ في كفيها
و " تُلوِنُني " بلون الحِناء الحِنائي ...!!
وتذود "عني " بإسم الحُب
لا تعرِفُ رجلاً إلا " ظلي "
تتسولُ " مني " نظرة
" تتوسلُني " أن أُهديها إسماً آخر
إسمٌ أولُ من ينطِقُ فِيهِ " لِساني "
أكتُبُهُ فوق شفتيها اليابستين
بحبرٍ أحمر ... قاني
أبحثُ عن أُنثىً مغرورة ...
تكرهُها كُلُ نِساء الدُنيا
تتباهى بانانيتها الفِطرية
أُنثىً جشعة
تلتهم العشق
تأكُل ... تأكُل ... تأكُل
لا تشبع
تبحثُ عن رائحةُ العِشق بين قُشور اللوز
وبين ثنايا الجوز
تتشمشم
تبحثُ عن " رائحتي "
وتُحرِكُ كفيها دون شعور ...!!
تمضُغُ " عِشقي " مضغُ الجائع
تبكي
تشكي
لا تشبعُ من " حُبي " ابداً
تأكل أحشاء العشق بـ " جوفي "
وتُمزِقُني إرباً من عشق
تلتهم الكرز الأحمر من " شفتاي "
وخبز التنور الأسمر من " كفي "
تُشهِرُ بعضُ اظافرها في " وجهي "
" تُدميني " الماً
وانا اتلذِذْ
اقتُلُها غيضاً
أُسقيها قهراً حتى ترفعُ كفيها رغماً عنها
تسكُبُ في " جوفي " عسلاً أبيض
نَهِمَة
نَهِمَة
نَهِمَة
تُعانِقُ اغصان الليمون
وتبكي حتى تتشنج
تشرب من " شرياني " التوت
تسحبُها قطرةً قطرة
تبحثُ عن أُخرى في أعماق الشريان
وتتأوه كالقِط الجائع ...!!
لا تغفوا إلا ساعة
تتعلمُ كل فنون العشق المجنون ...
وتُعلِمُها ...!!
ابحثُ عن أُنثىً لاتأكُلُ إلا عشقاً
لا تشربُ إلا من أحضان الليل الدافئ
لا تروى ابداً
إن " ابكي " تدمعُ عيناها قبلي
إن " أشكو " ... تصرُخُ في أعماق الأرض
إن " أضحك " تجثوا كالطفل الخائف
تتخصر حتى تعتصِرُ التوت
وأنا اشرب ...
ابحثُ عن أُنثىً تُسامِرُني
تُحرِقُ ليلي
تُشبِعُ نهمي
تزرع في قلبي شريان
ترسُمُ في خدي قُبلة
تلبِسُ عقداً ليس به حبَةُ لؤلؤ
فـ "انا " في عينيها الؤلؤ... وأنا الالماس
و" أنا " في عينيها الفارس ... والقناص ...!!
وتُراقِبُني من تلك الشُرفات البيضاء
تغضب
تأكُلها الغيرة
وتثور بها كُلُ براكين الوجد المصهورة
تبنيني قصراً من شوق
تهدُمُني
تحمِلُني
وتُلاعِبُني
وتُدلِلُني
وتُقبِلُني
وانا اترنَحُ بين ذراعيها كا المسحور
وتُغني " لي " أُغنية الرجُلِ المجنون
تجعلُ من " عشقي " أُسطورة
و" تُدلِلُني " حتى اتبللُ كالعصفور
" تاخذني " للمجهول
ونُسافِرُ في اصقاع الدُنيا
نبحثُ عن إحساس لم يولدُ في إنسان
ومشاعِرُ تنبُتُ كالازهار
عن ديوان لم يُكتَبُ إلا " فيها "
وبقايا قصيدة وجدٍ لم تُكتب من عهد المنصور
عن قلبٍ من بلور
عن ليلٍ يسكُنُ في أعماق النور ...!!
عن حُبٍ من نار
ورمادٍ في جوف عواصف
عن وجدٍ يُزبِدُ في جوف التنور ...!!
لنعود سُكارى
وننام
ونسكُب في كاسينا دموع الشوق
نشرب
نشرب
نشرب
لا نروى
إن نروى يموت العشق
وتُصبِحُ كُلُ نساء الدُنيا ثكلى
ويجف اللون الأحمر
ويخبو لهيبُ التنور
وتبكي علينا كُل الأقمار ...!!
ونمووووووت ... وندخُل في ذاك التابوتُ
لنعيش زماناً لم يولد ...
فتكون الأُنثى أُنثى
ونُفارِقُ زماناً ليس به أُنثى
أبحثُ عن أُنثىً " تُشعِلُني " بـ نظرةِ عينيها
" تُحرقني " حتى اتفحم من وجدي
تُخمِدُ " ناري " إن تلمسُ كفي
و" تُحطِمُني " إن غضِبت مني
وتبكي إن لم اصفح عنها
أُنثىً شريرة
لا ترضى أن تُجرح
لا تصفح
ولا تعفو إن مُس هواها
لا يبلُغُ أحدٌ لرضاها
لا تضحكُ إلا " لي "
لا تبكي إلا من " اجلي "
تُهديني فاكهةً من ذاك البُستان المُثمِر
وعناقيدٌ تتدلى من شفتيها
تفاحٌ أحمر
ليمونٌ أصفر
وثمارٌ تنضُجُ في الصيف
وثمارٌ شتوية
بُستانٌ لا ينضب
وتناجيني
تصرح في اعماقي
لن يظفر بي إلا " قلبك "
وتُقاتِلُ من " اجلي " كُل ثعابين الدُنيا
وعقاربُها السوداء الملعونة
وتدوسُ الشوكَ بقدميها الناعمتين
لكن لا تُدميها
تجرحُها
فتنزف من ذاك المسك الفاخر
وانا ازهو بهواها واتعطر
وأُنادي
وأُفاخر
تلك هي الأُنثى اللتي ولِدة من أجلي
فداها كُلُ نساء الدُنيا
فداها كُل العشق الكاذب
فدى قدميها عُمري الماضي
عُمري الحاضر
عُمري الآتي
ما اجملها من أُنثىً جشعة لا تشبعُ من خُبز العشق الاسمر
ذاك العشقُ النجدي الأبيض