عّـلـى ~كـرسـي ~الانـتـظـار
أقرا وجوما وخوفا وحزنا يعلو محيا المنتظرين
الكل غارق في ألامه ينتظر نتيجة التحليلات الطبية...
وانا بدوري تراودني نفس التخوفات مع الاستسلام والرضى المطلقين
وأمامي مباشرة تجلس فتاة في غاية الجمال لا يرى عليها أثر المرض
شديدة بياض الوجه ممزوجة بحمرة قمة في الفتنة
مكتنزة البدن واسعة العينين
مطرقة الراس في حياء جم زادها جمالا وروعة...
كانها ملاك بيننا نتسلى به لفترة ننسى فيها غمومنا...
أو كانها شمس نزلت لتعيد الامل الى قلوبنا المكدودة...
بين الفينة والفينة نتبادل نظرات عفوية غير مقصودة خاطفة ونافذة
وبعدها مباشرة اتساءل مع نفسي هل هذه الفاتنة فعلا مريضة
لماذا هي هنا معنا ...؟؟
فجاة سمعت اسمي - نادتني الممرضة باسمي ولقبي- فهرولت قبلة الطبيب
عساني اسمع منه ما ينفس غمي ويفرج كربي...
ولكن كانت النتيجة خلاف مرادي...
فخرجت من الباب الذي دخلت منه مطاطا الراس وعيني مغرورقتين بالدموع
تحيط بي غمامة سوداء كانني في عتمة الليل وانا في واضحة النهار...
وانا كذلك سمعت صوتا رقيقا يناديني في استحياء " الاستاذ مصطفى "
التفت خلفي فوجدتها هي بعينها التي كانت جالسة امامي فبادرتني بالكلام
عفوا انت الاستاذ مصطفى ...
قلت لها نعم
فمدت الي يدها الصغيرة الحريرية الباردة فصافحتني
وهي تردد أهلا بك استاذي الفاضل
فاستغربت لانني لا اعرفها
وادركت فيما بعد أنها احدى تلميذاتي القديمات التي نسيت شكلها
فاستقبلتني بفرح شديد وثناء عاطر
استاذي أنت لم تتغير كما انت ما شاء الله ما تزال في عنفوان شبابك
وجمال هيبتك ...
اخجلتني كثيرا ...لكنها أنقذت الموقف ..نسيت أن اسألك :
ماذا تفعل هنا ؟؟؟
جلسنا قبالة أجمل بحيرة في العالم ...حكيت لها كل شيء من الفه الى يائه
أجهشت بالبكاء كثيرا وانا أخفف عنها واحاول أن اتصنع الابتسامة والتفاؤل ...
فقلت هل نسيتي رسائلي الايجابية لك وانت طالبة بين يدي ...
- يجب ان نعيش بالامل دائما...
- ان نفكر في النهوض أثناء السقوط...
- ان لاننسى الابتسامة أفضل دواء وانجع علاج...
تنظر الي في اشفاق وهي تحرك راسها وتردد بصوت مخنوق نعم استاذي.
ولكن والله لن أخلى عنك
وسأبدل من اجلك كل ما أملك...
هنا لم اتمالك عبراتي فانسكبت رغما عني...
ولم أنطق بعدها بكلمة